أكاديمية المملكة تكرم الراحل الستوكي .. "صحافي قيدوم ومثقف صريح الرأي"

“في غمرة الموت تستمر الحياة”، بهذه الكلمات افتتحت أكاديمية المملكة المغربية “لقاء الوفاء” الذي تنظمه تكريما للصحافي الراحل هذه السنة عبد الله الستوكي، بمشاركة “مجموعة أصدقاء عبد الله الستوكي”.

وبمشاركة صحافيين وناشرين وأكاديميين مغاربة وعرب وأفارقة وأوروبيين، افتتح بمقر أكاديمية المملكة بالرباط هذا اللقاء الذي اختار موضوعا له “الصحافة: تطورها وإشكالياتها الحالية”، وطرح قضايا متعلقة بتاريخ الإعلام في البلاد، وتحديات الصحافة في المنطقة العربية والقارة الإفريقية، وفي العالم المعاصر.

ومن بين ما استحضرته الندوة برقية التعزية التي أرسلها الملك محمد السادس إلى عائلة الفقيد الستوكي، وقال فيها: “إننا لنشاطركم مشاعركم في فقدان صحافي مرموق، ينتمي إلى جيل الرواد الأوائل من الإعلاميين البارزين الذين ساهموا بكل كفاءة واقتدار في تطوير الصحافة المكتوبة، وتأثيث الساحة الإعلامية الوطنية بإسهامات وازنة تعكس ما راكمه من خبرة كبيرة، ومن مهنية عالية وثقافة واسعة، وما عهد فيه، طيلة مساره الحافل بالعطاء، من حميد الخصال ومن غيرة وطنية”.

كما استحضرت الندوة محطات من تجربة الراحل الذي انتمى فتوة وشبابا إلى “الحزب الشيوعي المغربي”، وأسس مؤسسات إعلامية، وحضر توقيعه في تجارب من بينها “لاماليف” و”أنفاس”، و”وكالة المغرب العربي للأنباء”.

عبد الجليل لحجمري، أمين السر الدائم لأكاديمية المملكة المغربية، قال إن هذه الندوة “ذكرى وفاء لأحد قيدومي الصحافة المغربية المرحوم عبد الله الستوكي، الذي بسيرته الثقافية وآثاره الإعلامية المسؤولة سيظل حاضرا بيننا وشما في الذاكرة والكيان”، وأضاف: “عبد الله الستوكي كما عرفتُه لم يكن صحافيا فحسب، بل كان مثقفا وصاحب رأي صريح في كل ما يخص شؤون البلاد والعباد، بقلم نادر كان دوما قادرا على الجهر بالحقيقة بحنكة واقتدار”.

وواصل لحجمري: “شاء القدر لعبد الله الستوكي أن يحمل هموم أبرز القضايا السياسية والاجتماعية والثقافية والإعلامية التي شهدها المغرب، وكان وقتئذ في أمس الحاجة لصحفيين مثقفين يواكبون بآرائهم كل التحولات التي شهدها بُعيد الاستقلال، وهي حقبة تشكلت فيها أسس الدولة الحديثة، وكانت بحاجة لصحافة الرأي التي عُدَّ الستوكي أحد أعمدتها، لإيمانه العميق باستقلالية الرأي بعيدا عن كل ترسبات الإيديولوجيا”.

 

وتابع أمين السر الدائم لأكاديمية المملكة: “كان عبد الله الستوكي صحافيا متميزا علمته تجارب الحياة أن ينتصر للواقع والرأي الحر. وحيث تجتمع الثقافة بدماثة الأخلاق فإنها تمنحك كاتبا لا يعرف المهادنة والمحاباة؛ فبمهنية عالية وثقافةٍ واسعة وخصال إنسانية نادرة اكتسب الستوكي أسلوبا خاصا في الكتابة، بحذَقٍ ومهارة مكنته لغته العربية الجميلة والفرنسية التي أبدع فيها من أن يكون منارةً من منارات حياتنا الصحافية التي طبعت المغرب المعاصرة، وهي تعلي من شأن حركية ثقافية بنزوع تنويري”.

ثم أجمل المتحدث قائلا: “وأنا أسترجع اليومَ مجمل إرث عبد الله الستوكي أستطيع القول، مرة أخرى، إننا أمام مدرسة في الصحافة تعلمنا كيف نثق في المستقبل، وفي الخبر الذي نحتاج معرفته من غير جعجعة نهارٍ يمحوها كلامُ ليل”.

الناشر محمد عبد الرحمان برادة، في كلمة باسم “مجموعة أصدقاء عبد الله الستوكي”، قال إن الراحل “صحافي لامع ومثقف استثنائي (…) قدم لوطنه والمجال الثقافي جليلَ الأعمال”.
واسترسل برادة متحدثا عن “الدور الإيجابي” للستوكي في “نشأة الصحافة المغربية المعاصرة وتطويرها”، قبل أن يشيد باحتضان الأكاديمية هذا النشاط التأبيني لـ”أحد أبطال الصحافة بالمغرب”.
وفي تصريح لـ هسبريس، قال عمر الفاسي الفهري، أمين السر الدائم لأكاديمية الحسن الثاني للعلوم والتقنيات: “عرفت سي عبد الله الستوكي عندما كنت طالبا، وكان يناضل معي في الحركة السياسية نفسها، وفي ذلك الحين كان ما يزال في الثانوية في مراكش، وكان يمثلها في الهيئات التسييرية للحزب، وعلى الخصوص اللجنة المركزية، وما أستحضره أنه كانت له تحليلات بمستوى رفيع جدا، كان يلقيها أمامنا وهو دون العشرين، وكانت تضاهي ما يقوم به المسؤولون في ذلك الحين، وكان يعطينا صورة عن وضعية مدينة مراكش وناحيتها”.

وزاد المتحدث شاهدا على مسار الفقيد: “كان المسؤولَ الحزبي (المحلي) في تلك المرحلة، ويتابع دراسته في الوقت نفسه، وكان لامعا في الأدب والمواد الأخرى؛ وعرفته أيضا عندما اشتغل على الصعيد الصحافي، وكنت أستمتع بقراءة مقالاته وتحليلاته حول قضايا سياسية وثقافية أيضا. وحقيقة مع غياب هرم مثل ما كان يمثله المرحوم سيدي عبد الله الستوكي ضاع فيه المغرب، وما أحوجنا اليوم إلى أمثاله، وليكن قدوة بالنسبة لشبابنا في المدرسة والصحافة والفن”.

The post أكاديمية المملكة تكرم الراحل الستوكي .. "صحافي قيدوم ومثقف صريح الرأي" appeared first on Hespress - هسبريس جريدة إلكترونية مغربية.

from Hespress – هسبريس جريدة إلكترونية مغربية https://ift.tt/cXl216g