أطلق سراح الشاعر الفلسطيني أشرف فياض بعد ثمان سنوات من السجن، قضاها بالسعودية، عقب تأويل كتابات وأقوال له بكونها تدعو إلى “الإلحاد”.
وقد كان أشرف فياض محكوما بالإعدام، على خلفية التهم نفسها، قبل “تخفيف حكمه” إلى 8 سنوات و800 جلدة.
ووفق معلومات استقتها هسبريس فإن الشاعر الفلسطيني يقطن حاليا مع أخيه بالسعودية، منذ الإفراج عنه، نهاية شهر غشت الماضي.
وقد كان الشاعر موضوع حملات ثقافية وحقوقية تطالب بإطلاق سراحه، قبل وبعد استكمال محكوميته، من بين من قادها الشاعر المغربي عبد اللطيف اللعبي.
وسبق أن انتقد اللعبي تعامل الوسط الثقافي العربي مع قضية أشرف فياض، كاتبا: “التجأت، منذ سنوات، إلى السماء والأرض كي أثير الانتباه إلى قضية اعتقال أشرف فياض وكذا المطالبة بإطلاق سراحه؛ لكن ذلك لم يسفر، للأسف، عن أيِّ نتيجة! لا أريد هنا اتهام شخص معين بخصوص ضعف التعبئة لصالح فياض، وصولا إلى حسّ اللامبالاة لا سيما داخل العالم العربي، بما في ذلك الأوساط الفلسطينية ذات التأثير”.
وفي ندوة بمعرض الكتاب بالعاصمة الرباط سنة 2022، تأسف اللعبي لكون صوت اتحادات الكُتّاب بالعالم العربي لم يرتفع من أجله، ولا حتى صوت السلطة الفلسطينية، واسترسل قائلا: “اعتقاله لم يخلق رجة في العالم العربي ولا فلسطين، ووقع التضامن والتعبئة في العالم الغربي. (…) هذا يحز في النفس.. تكلَّفَت باستقباله وإعداد تأشيرة قدومه إلى أوروبا وسكنه وعيشه جمعية نرويجية (…) هذه تقاليد ليست عندنا، ولو أنها كانت قليلا في الماضي، فقد كتب البياتي ويوسف سعدي قصائد حولي وأنا في السجن”، وزاد متسائلا: “لماذا ليس المغرب؟ وقد بحثتُ ليُستقبل هنا، ويوفَّر له سكن ومنحة سنة حتى ينظم أحواله”، لكن الأمر لم يتم.
ويعمل، الآن، عدد من الفاعلين الثقافين من أجل استقدام أشرف فياض إلى فرنسا، ليستأنف حياته بعد السراح.
ومن بين محطات تذكر الشاعر أشرف فياض في محنته تعميدُ مختارات من الشعر الفلسطيني الشاب باسم قصيدة له “أن تكون فلسطينيا” في أنطولوجيا (مختارات) أعدها الشاعران المغربيان ياسين عدنان وعبد اللطيف اللعبي.
وفي شهر غشت المنصرم، وجه الشاعران عبد اللطيف اللعبي وفرانسيس كومب رسالة إلى إيمانويل ماكرون، رئيس الجمهورية الفرنسية، من أجل التدخل لصالح أشرف فياض، بناء على العلاقة بين فرنسا والمملكة العربية السعودية.
وضمت هذه الرسالة توقيعات 120 مثقفا فرنسيا؛ من بينهم كتاب مغاربيون، من قبيل الطاهر بن جلون ومحمد برادة وواسيني الأعرج وطاهر البكري.
ومن بين ما ذكرته الرسالة أن هذا الشاعر الغَزّاويّ، الذي سبق أن مثّل السعودية في بينالي البندقية الفني بإيطاليا سنة 2013، قد كان من المفترض أن يخرج من السجن متم سنة 2021؛ لكن ذلك لم يحدث، علما أن بلدا شمالَ أوروبيّ قد اقترح استقباله، موفرا تأشيرة، وتذاكر الطائرة، والإيواء، وهو ما دعت معه الرسالة فرنسا إلى التدخل “نظرا إلى تاريخها المرتبط بالدفاع عن حقوق الإنسان، والنضال من أجل حرية التعبير والإبداع”. وأفرج عن أشرف فياض أسبوعا بعد هذه الرسالة.
The post مغاربة يعلنون مساندة الشاعر أشرف فياض appeared first on Hespress - هسبريس جريدة إلكترونية مغربية.
from Hespress – هسبريس جريدة إلكترونية مغربية https://ift.tt/EbG25k1
0 commentaires:
Enregistrer un commentaire