بنجلون: أفتخر بانتمائي للشعب المغربي .. وفترة حكم الإسلاميين "شعوذة"

قال الطاهر بنجلون، الكاتب والشكيلي، إنه لا يشك على الإطلاق في انتمائه للشعب المغربي وفخره به، معتبرا نفسه كاتبا مغربيا إسوة بكثيرين ممن يكتبون في بلدان عديدة، وأن غرضه الأساسي من اللغة هو إيصال المضمون والأفكار.

وأضاف بنجلون في الندوة الافتتاحية لمهرجان تويزا للثقافة الأمازيغية في طنجة، مساء الخميس، أن مجايليه من الكتاب كانوا يعتبرون الكتابة باللغة الفرنسية خطأ، لكن في الحقيقة، فإن غرضهم المضمر هو أن يتم التوقف عن الكتابة بشكل نهائي.

وأوضح أن ترويج أقاويل عن كون الكتابة باللغة الفرنسية فلْكَرة وتكريسا للاستعمار، فكرة تافهة لا أساسا حقيقيا لها، وتساءل: “هل للوحات التشكيلية هوية؟”، مجيبا: “هي عمل فني إبداعي عالمي”.

وفي السياق ذاته، شدد بنجلون في معرض حديثه عن هجرته على أنه اتخذ قرار المغادرة صوب فرنسا سنة 1971 بسبب منع تدريس الفلسفة وتعويضها بالفكر الإسلامي، مشيرا إلى أن ذلك السياق كان يشهد أوضاعا سياسية جد صعبة بتوالي الاعتقالات.

وسجل الفائز بجائزة الكونكور سنة 1987 أنه كان شاهدا على تفاصيل المحاولة الانقلابية الأولى، بعد أن اقتيد هو ويساريون عديدون صوب مدارس اهرمومو والحاجب لتنفيذ الخدمة العسكرية انتقاما منهم.

واعتبر بنجلون أن كارثة حقيقية كانت ستحل بالبلد لو أخد العسكريون زمام الحكم، مؤكدا أنهم لا يرحمون أحدا ويعاملون الإنسان مثل الحيوان، متذكرا الجنرال عقا على سبيل المثال وأمره بحلق شعر بنجلون في المدرسة تحت عبارة “كنتي مرة غانردوك راجل”.

وفي حديثه عن المغرب الراهن، قال بنجلون إن الملك يقوم بعمل كبير، محذرا مما يجري في بلدان الجوار من اضطرابات، لكن في الوقت نفسه وجب التحرك جماعيا والخروج من دائرة الكسل والتراخي وفكرة “قضي حاجة”.

وأشار إلى أن المغرب عليه التخلص كذلك من فكرة استغلال الدين للوصول إلى الحكم، مثمنا نتائج الانتخابات الأخيرة، بعد مراكمة الفشل لعشرة سنوات على المستوى الاجتماعي، وقال: “البلاد عاشت سنوات شعوذة”.

واعتبر مؤلف رواية “ليلة القدر” أن الإسلاميين ضيعوا وقت المغرب، وقد انتهى عملهم بعودتهم إلى عدد نوابهم الحالي بالغرفة الأولى، لكن في الوقت نفسه الشعب يعاني الغلاء ولا يساعده أحد، مطالبا رئيس الحكومة عزيز أخنوش ورجال الأعمال الأغنياء بـ”وضع الأرجل على الأرض والإحساس بالمستضعفين”.

بنجلون الذي حاوره الصحافي عبد اللطيف بنيحيى، وسط حضور محترم، سجل أن لقاءه بالكاتب محمد شكري كان خلال سنوات عمل هذا الأخير في إعدادية ابن بطوطة حيث اكتشف أنه قارئ نهم للكتب، لكن لا أحد كان يعلم أنه يكتب.

وأضاف بنجلون أن قصته مع ترجمة رواية “الخبز الحافي” كانت صباحية دائما بحكم اختيارات شكري الليلية، حيث كان دائما يأتي بما يكتبه خلال سهره من أجل نقله إلى الفرنسية، وبعدها جاء نشر الرواية في فرنسا لتحقق النجاح الباهر.

وأكد بنجلون أن الكتاب الذين ألفوا باللغة العربية في تلك الفترة لم يكونوا يولون اهتماما كبيرا لمحمد شكري، لكن جنازته كانت عظيمة، حضرتها السلطة بمختلف تلاوينها، مشيرا إلى أن الرجل كان ضحية الفقر والحياة الرهيبة العنيفة التي عاشها في الطفولة.

The post بنجلون: أفتخر بانتمائي للشعب المغربي .. وفترة حكم الإسلاميين "شعوذة" appeared first on Hespress - هسبريس جريدة إلكترونية مغربية.



from Hespress – هسبريس جريدة إلكترونية مغربية https://ift.tt/yLIuEdX

0 commentaires:

Enregistrer un commentaire