من فكيك إلى تومبوكتو، يهتم مؤلف جماعي في إطار الإعداد بالتاريخ المشترك المغربي المالي، بمشاركة 26 باحثا من القارة الإفريقية، ومن أوروبا وأمريكا.
وبمبنى أكاديمية المملكة المغربية بالرباط، أعطيت يوم الجمعة 8 يوليوز 2022 انطلاقة مؤلف يعد بشراكة بين الأكاديمية ذاتها ووكالة الإنعاش والتنمية الاقتصادية والاجتماعية لعمالة وأقاليم الجهة الشرقية، تحت إشراف المعهد الملكي للبحث في تاريخ المغرب التابع لأكاديمية المملكة.
شهد مقر الأكاديمية تقديم باحثين وباحثات، حضوريا وعن بعد، ملخصات أبحاثهم ومناقشة أهم محاورها المهتمة بمواضيع مثل الزوايا والتيارات الدينية، والفنون والتراث المشترك، والكتابات والاكتشافات، والتعاون والتنمية والديناميات المجتمعية.
وينسق كتاب “المغرب ومالي: من فكيك إلى تومبوكتو” رحال بوبريك، أستاذ باحث بمعهد الدراسات الإفريقية بجامعة محمد الخامس.
وقال بوبريك، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، إن هذا المشروع “يعرف مشاركة 26 باحثا من مختلف البلدان، خاصة المغرب ومالي، إضافة إلى باحثين من أمريكا وفرنسا، يشتغلون حول موضوع العلاقات المغربية الإفريقية من خلال فكيك وتمبكتو”.
وتحدث بوبريك عن تعدد المشروع الذي يحاول تغطية مختلف المراحل التاريخية، من العلاقات بين المماليك في العصر الوسيط، مملكة مالي وغانا وسونغاي، إلى حدود أوجه التعاون الحالية في الميدان الاقتصادي، وفي العلاقات الدينية بين المغرب ومالي، والعلاقات الثقافية، ومن خلال الماضي الحافل بالتعاون في الحقل الديني، أو الحقل الثقافي، أو الحقل الاقتصادي عبر القوافل التجارية التي كانت تعبر الصحراء، ومن خلال الأوجه الراهنة.
ويرى بوبريك في هذا العمل “محاولة لربط الماضي بالحاضر، وتقديم كتاب بمواصفات علمية، بحضور جامعيين وأكاديميين، كمساهمة من أكاديمية المملكة المغربية ووكالة تنمية الشرق في إنعاش هذه العلاقات التاريخية بين البلدين”.
يذكر أن كلا من فكيك وتمبكتو قد لعبتا “دورا مهما في الديناميكيات الإقليمية بين المغرب ومالي على قرون، وخلقِ فضاء اقتصادي وثقافي مشترك”؛ فكان بذلك “المغرب الشرقي الوسيط بين المجالات الأفريقية وأوروبا من خلال انفتاحه على البحر الأبيض المتوسط، كما شكلت تنبكت ومحيطها وسيطا بين المغرب وجنوب الصحراء”.
وسارت الديناميكيات الاقتصادية عبر التجارة الصحراوية بين البلدين جنبا إلى جنب مع “نهضة ثقافية ودينية، ورافق تنقل الرجال والبضائع بين ضفتي الصحراء انتشار الأفكار والمعتقدات والممارسات الدينية، وكذلك انتشار المعارف والمهارات وفنون العمارة والطهي والصياغة والموسيقى ومختلف أنماط الحياة التي لا تزال معالمها حاضرة إلى اليوم كشاهد على هذا التراث الثقافي المادي وغير المادي المشترك بين مالي والمغرب”.
وقد عمل الاحتلال الأجنبي على “إحداث قطيعة بين المغرب وعمقه الإفريقي، دون أن ينجح في قطع الروابط التاريخية والثقافية والدينية مع أفريقيا جنوب الصحراء”، وهي علاقة “تعرف في العقود الأخيرة انتعاشا في مختلف المجالات”.
ويأتي مشروع هذا الكتاب لـ”الوقوف على التاريخ المشترك بين البلدين، وأفق تطوير العلاقات (…) جاعلا من التعاون بين جهات البلدين مدخلا لإنعاش هاته العلاقة”.
ويعد هذا المشروع المهتم بحثيا بـ”المغرب ومالي. من فكيك إلى تمبكتو” فرصة لـ”تعزيز الشراكة بين منطقتين أفريقيتين يجمعهما التاريخ وتراث ثقافي ملموس وغير مادي ثري مشترك”؛ فهو “أكثر من مجرد كتاب بل مشروع فكري ثقافي يروم خلق دينامية في البحث العلمي حول إفريقيا في علاقتها بالمغرب، من خلال شراكة بين أكاديمية المملكة المغربية ووكالة الإنعاش والتنمية الاقتصادية والاجتماعية لعمالة وأقاليم الجهة الشرقية”.
The post مؤلف جماعي يطمح إلى إنعاش العلاقات التاريخية بين المغرب ومالي appeared first on Hespress - هسبريس جريدة إلكترونية مغربية.
from Hespress – هسبريس جريدة إلكترونية مغربية https://ift.tt/WdqMQzt
0 commentaires:
Enregistrer un commentaire