كتاب ينبش اللقى الأثرية المرتبطة بالتدبير المالي

صدر عن مؤسسة آفاق للدراسات والنشر والاتصال بمراكش، كتاب جديد يحمل عنوان “اللقى الأثرية المرتبطة بالتدبير المائي بمواقع الكتبية وقصر البديع وخزانات سيدي بوعثمان (دراسة وتثمين)”، لمؤلفته حسناء الحداوي.

ويتوخى هذا الإصدار، الذي يقع في 284 صفحة من الحجم المتوسط، الكشف عن أهمية اللقى الأثرية في إعادة بناء واقع التدبير المائي الإسلامي بمواقع الكتبية وقصر البديع وخزانات سيدي بوعثمان، ومن ثمة الدفع بفرضية الخصوصية الإسلامية والمغربية في هذا المجال.

وفي تقديمه لهذا الكتاب، أوضح الأستاذ بجامعة شعيب الدكالي بالجديدة، عبد الله فلي، أنه “بإخراج هذا العمل الأكاديمي الرصين إلى عموم الباحثين والمهتمين، تكون الباحثة حسناء الجداوي قد أسدت خدمة جليلة للبحث التاريخي والأثري بمراكش وأحوازها، ووضعت رهن إشارة الباحثين وثائق تاريخية جديدة وفريدة في الموضوع”.

وأشار إلى أنه “كان بإمكان إخراج عمل جديد حول المعطيات الأثرية بحاضرة مراكش وأحوازها أن يكون حدثا عاديا لو كان سبقه تراکم معرفي في هذا الموضوع بعد الاستقلال، کما تحقق نسبيا قبله، لهذا فإن نشر هذه الدراسية المتميزة، يعد في نظرنا، كمتخصصين في ميدان الآثار الإسلامية، حدثا علميا بامتياز”.

من جهة أخرى، سجل الجامعي أن “مراكش فقدت بعد الاستقلال دورها الريادي في مجال الأبحاث الأثرية عن الفترة الإسلامية بالمغرب، والتي بوأها إياها مجموعة متألقة من الباحثين الفرنسيين کجاك مونيي وگاستون دو فردان وشارل آلان وغيرهم”.

وتابع أن “أغلب الدراسات اتخذت بعد هذه المرحلة، في غياب أركيولوجيا حضرية بالمغرب، وبسبب قلة الموارد البشرية المغربية، منحى تاريخ الفن والعمارة، على شكل أعمال فردية أكاديمية لم ينشر أغلبها، لذلك لم يكن لدراسة اللقى الأثرية أي حيز يذكر في هذه الاختيارات”.

وأشار إلى أن هذه الدراسات “بقي ما استجمع منها سنوات الحماية مهملا في مخازن المباني التاريخية في وضعية لا تسر الناظرين”، قبل أن يخلص إلى هذه الدراسة “تتفرد بتقديم اللقى الأثرية المرتبطة بتدبير الماء، وهي أول دراسة في بابها حول المقتنيات الأثرية بمراكش وأحوازها على الإطلاق”.

وتتمفصل محتويات الكتاب بين ثلاثة أبواب، حيث اهتم الباب الأول بالبحث الأركيولوجي بالمغرب عامة، والأركيولوجية الإسلامية بالمغرب وبمراكش وأحوازها بشكل خاص، وذلك قبل الخوض في غمار دراسة اللقى الأثرية المرتبطة بالتدبير المائي بمخازن قصر البديع الأثرية.

وانكب الباب الثاني على دراسة القطع الأثرية دراسة تقنية ووصفية بعد جردها، مع تقسيم الباب إلى ثلاثة فصول، وذلك وفق عدد المواقع التي تنتمي إليها التحف موضوع الدراسة، مع التعريف بكل مجال وبالتحف التي تنتسب إليه.

وخصص الباب الثالث لدراسة تحليلية وتركيبية للتحف الأثرية موضوع البحث، بمواقع الكتبية وسيدي بوعثمان، متوسلا الصورة وتقديم رسومات ومقارنتها بقطع أخرى تتوج متاحف وطنية ودولية، لينتهي هذا العمل بجملة من المقترحات التي تهم تثمين هذه اللقى ذات الصلة بجلب الماء، وتوزيعه، وتصريفه، ونقله، وتحويله، وتخزينه. وتشغل حسناء الحداوي، الباحثة المتخصصة في التراث المعماري بمراكش، حاليا، منصب محافظة معلمة قصر البديع بمراكش، إلى جانب نشرها لعدة مقالات علمية حول تاريخ قصر البديع، ومشاركتها في عدد من الأبحاث بمختلف المواقع الأثرية بالمغرب.

The post كتاب ينبش اللقى الأثرية المرتبطة بالتدبير المالي appeared first on Hespress - هسبريس جريدة إلكترونية مغربية.



from Hespress – هسبريس جريدة إلكترونية مغربية https://ift.tt/3eM12wR

0 commentaires:

Enregistrer un commentaire