آيت باجا: "الدراما" المغربية تحتاج التسويق .. وأرفض تبخيس العمل السياسي

ولج المعهد العالي للفن المسرحي والتنشيط الثقافي من أجل الغوص في أغوار عالم التمثيل وصقل موهبة دفينة تربت لديه منذ الطفولة، ليقتحم المجال الفني من بابه الواسع، فأقنع الجمهور بأدائه للعديد من الأدوار الكوميدية والدرامية، ليقرر مؤخرا دخول غمار السياسة بانتخابه على رأس الفيدرالية الوطنية للفنانين التجمعيين.

في الحوار التالي مع هسبريس، يتحدث الممثل سعيد آيت باجا عن قرار الابتعاد عن أداء أدوار كوميدية في “السيتكوم”، ويتطرق لولوجه عالم السياسة، ويبدي رأيه في غزو نجوم مواقع التواصل الاجتماعي للمجال الفني.

ما هي الأسباب التي دفعتك إلى الابتعاد عن المشاركة في “السيتكوم” خلال السنوات الأخيرة؟

حقيقية هو اختيار وقرار اتخذته منذ ثلاث سنوات لأسباب عدة، من بينها الصورة النمطية لدى الجمهور بأن السيتكوم يعادل التفاهة، في الوقت الذي يتطلب منك مجهودا كبيرا، وأيضا استسهال العمل في السيتكوم، ما يجعل العمل ناقصا من الناحية الفنية والإبداعية، ورغم ذلك أنا اشتغلت في العديد من الأعمال التي مازالت راضيا عن أدائي فيها، لكن بَاراكَا. الأعمال الكوميدية أو السيتكوم بشكل خاص ينتهي عمرها مع الموسم الرمضاني، عكس الأعمال الدرامية.

على ذكر الدراما، كيف تقيم مستوى الأعمال الدرامية المغربية اليوم؟

لا أحد يختلف في المغرب على أن الدراما المغربية تعيش اليوم قفزة نوعية، وهذا راجع بالأساس إلى الاستراتيجية الجديدة التي تنهجها القنوات المغربية المتمثلة في إنتاج الأعمال الدرامية طيلة السنة، وتراكم هذه الأعمال فتح باب المنافسة بين شركات الإنتاج على الجودة. ويمكن التأكيد اليوم أن الدراما المغربية بخير، ينقصها فقط التسويق خارج أرض الوطن لأنها أصبحت تضاهي الأعمال العربية.

تقديمك لبرامج بعيدة عن الفن جر عليك العديد من الانتقادات واتهامك بالتطفل على المجال الإعلامي، ما ردك على ذلك؟

هناك العديد من الفنانين الذين خاضوا التجربة نفسها في العالم، وأنا شخصيا لم أقم بتقديم برامج بشكلها الأكاديمي الاحترافي، بل قمت بتنشيط برامج بحس فكاهي أو تمثيلي.

ما رأيك في غزو نجوم الأنستغرام للأعمال الدرامية والكوميدية؟

في جميع بقاع العالم، يعرف المجال الفني غزو نجوم الأنستغرام واستسهال مهنة التمثيل، لكن المنطق يقول إنه يجب على هؤلاء النجوم أن يكونوا على دراية بالتمثيل، الموهبة ضرورية لكن يجب صقلها من خلال الدراسة والتكوين، أنا لا أعتقد أن المعاهد العليا هي الفضاء الوحيد للتكوين في المجال، لكن التجربة أثبت أن العديد من رواد الفن المغربي مارسوا التمثيل في الجمعيات ودور الشباب والفرق المسرحية، لأن الممارسة في حد ذاتها تكوين، لكن الركوب على ملايين المتتبعين لا يعني بالضرورة أن لديك جمهورا، ونصيحتي للمؤثرين أن يلجؤوا إلى التكوين من أجل تطوير أنفسهم لولوج الميدان.

ما هي الأسباب التي دفعتك إلى التفكير إلى جانب فنانين آخرين في الالتحاق بالعمل السياسي؟

بكل صراحة، التفكير في التحاقنا بالسياسة انطلق منذ سنوات، لكن مناقشة ذلك بدأت قبل سنتين، خصوصا مع الظروف الصعبة التي نتجت عن توقف الأنشطة الفنية والثقافية إثر الجائحة، والإشكال الذي طرح عند التعويض عن فقدان الشغل بالنسبة للعديد من الفنانين الذين لم يتم تصنيفهم ضمن أي خانة من الدعم المرصود.

وعندما تم تخصيص دعم للفرق المسرحية والموسيقية، أحدثت ضجة كبيرة وكأن الفنان ليس مواطنا مغربيا وليس له الحق في العيش، وهنا طرح سؤال كبير: أين نحن في هذا الوطن؟

وبالتالي هناك العديد من الأشياء التي لا يمكن تغييرها إلا بالقانون، وفتحنا نقاشا مع مجموعة من الأحزاب السياسية للتفكير في الوضع الاعتباري للفنان، ووضع قانون يساهم في الرقي بالفن والفنان المغربي، من هذا المنطق كان التحاقنا بحزب التجمع الوطني للأحرار.

هناك من يعتبر أن التحاقك بالعمل السياسي هدفه بالأساس مصالح انتخابية، ما ردك على ذلك؟

مفهوم المصلحة هو مفهوم قدحي، وهذه سذاجة من البعض في التفكير. السياسة ممارسة يومية، وهي مرتبطة بجميع المهن. اختيار الحزب الذي ستصوت له لقيادة الحكومة، هو في حد ذاته ممارسة سياسية، غير أنه خلال السنوات الأخيرة أصبح هناك تبخيس للعمل السياسي في المجتمع المغربي، وهذا أمر غير مفهوم وفيه نوع من التناقض.

وهل تعتقدين أن سنتين من النقاش هي مبنية على مصالح انتخابية، هذه الانتقادات ليس لديها منطق. المنطق هو أنك تتجه لحزب يشبهك ويفهم توجهك ويؤمن بحريتك ويؤمن بالفن والفنون، ونحن لم يتم استقطابنا بل نحن الذين طرقنا أبواب هذه الأحزاب واخترنا الحزب الذي يناسبنا. كل ما في الأمر أنك تراهن على حزب من أجل دعمك في قطاع يعاني الهشاشة.

The post آيت باجا: "الدراما" المغربية تحتاج التسويق .. وأرفض تبخيس العمل السياسي appeared first on Hespress - هسبريس جريدة إلكترونية مغربية.



from Hespress – هسبريس جريدة إلكترونية مغربية https://ift.tt/3qF1x0j

0 commentaires:

Enregistrer un commentaire