جماعة "سكورة" تغرق في دوامة البؤس والتهميش بالجنوب الشرقي

سكورة أهل الوسط جماعة من الجماعات الترابية في جهة درعة تافيلالت التي تزخر بالكثير من المؤهلات الطبيعية التي تخولها توفير حياة أفضل لأبنائها، إلا أن ذلك لا ينعكس على الساكنة، ولا يبدو أثره على الحياة اليومية بالجماعة الترابية.

تقع جماعة سكورة أهل الوسط، التابعة إداريا لإقليم ورزازات، على بعد 40 كيلومترا عن مدينة ورزازات أو “هوليود إفريقيا”، وتتميز بمناظرها الخلابة وقصباتها الأثرية الشامخة التي تبوح لزوارها بأسرار الماضي.

وتمتد واحة سكورة أهل الوسط على طول ثلاثة وديان رئيسية؛ وادي دادس شرقا ووادي الحجاج الذي يخترقها من الوسط غربا ووادي إمدري الذي يحدها غربا.

وترخي الحاجة بظلالها على معظم الساكنة بهذه الجماعة الترابية التي تنتمي إلى إقليم يحتضن أكبر محطة للطاقة الشمسية بإفريقيا، فلسان حال أهل المنطقة يقول: “جماعة سكورة أهل الوسط مهمشة وبدون تنمية، تعيش العزلة والتهميش والفراغ القاتل”.

التنمية غائبة

هسبريس قامت بجولة داخل جماعة سكورة أهل الوسط التابعة لإقليم ورزازات، ولاحظت انتشار الأزبال وهشاشة المسالك الطرقية، التي صارت تشكل عائقا خلال فصل الشتاء بسبب الأوحال، فضلا عن غياب مرافق الشباب، كالملاعب وغيرها.

وفي تصريح لهسبريس قال جواد أسارف، من ساكنة مركز سكورة، إن التنمية غائبة بهذه الجماعة، خاصة بالمركز، مضيفا أن المجلس الحالي والمجالس السابقة لم تقم بأي تنمية رغم أن المسؤول الحالي ينتمي إلى حزب يترأس الحكومة وجهة درعة تافيلالت.

وأضاف أسارف أن جماعة سكورة أهل الوسط تعرف غياب المسالك الطرقية والفضاءات الترفيهية والثقافية، مشيرا إلى أن الشباب يعانون من الإهمال، في غياب تواصل المجلس المنتخب معهم؛ كما تطرق إلى ضعف الخدمات الصحية، باستثناء تلقيح الأطفال، وعدم الاعتناء بالنساء الحوامل، واصفا المستوصف الصحي بـ”البناية المهجورة والمهترئة”.

“إن الزائر إلى مركز هذه الجماعة يحسب أنه أمام بنية ترابية تحتضر، وأن المنطقة خاوية على عروشها ولا يسكنها بشر، بسبب افتقارها إلى أبسط ضروريات العيش الكريم، فضلا عن معاناة الساكنة مع القطاعات الحيوية، مثل الصحة والتعليم، وشوارع وأزقة متهالكة، تشبه منطقة حرب”، يقول حسن أعراب، وهو من الساكنة المحلية.

وأضاف أعراب في تصريح لهسبريس: “لو سألت جميع السكان عن الوضع التنموي ستجد أن أغلبهم ناقمون ومتذمرون إزاء عجز المسؤولين المحليين والإقليميين وحتى الجهويين عن تحقيق جزء صغير من الانتظارات التنموية، وهو ما يجعل الشباب على الخصوص يفقدون الأمل ويفكرون في الهجرة الجماعية نحو بلدان أوروبا بطرق قانونية أو غير قانونية”.

الفقر والحرمان

ساكنة مركز سكورة أهل الوسط تعيش بين أوجاع الحرمان والألم والعوز، ويبدو أن دوامة الحياة تسحبها إلى مكان مجهول، بعيدا عن حسابات مراكز القرار وطنيا وجهويا وإقليميا ومحليا، لتقف عاجزة كل العجز أمام صخرة الفقر التي لا تنكسر.

بمجرد أن تطأ قدماك مركز هذه الجماعة تستطيع قراءة أول فصول المعاناة وحالة اليأس والإحباط التي تعيشها الساكنة، بسبب الظروف الاجتماعية القاسية والمزرية التي مست جميع جوانب الحياة اليومية..حياة البؤس والشقاء التي يكابد معاناتها المواطنون.

“حسب عدد من الإحصائيات غير الرسمية يعد مركز جماعة سكورة الأكثر فقرا بدائرة ورزازات، إذ يعيش سكانها تحت خط الفقر، ويعكس معيشهم اليومي هشاشة هذا الركن من الوطن، رغم التدخلات الملموسة التي تقوم بها السلطات الإقليمية”، يقول جمال الدين أحمام، فاعل جمعوي بالمنطقة.

وأضاف الجمعوي ذاته، في تصريح لهسبريس، بلهجة متحسرة ومتذمرة وساخطة على الوضع المعيشي الذي يتخبط فيه سكان جماعة سكورة منذ عقود: “إن المسؤولين المحليين غير مهتمين بمشاكل السكان القاطنين بهذه الجماعة، وخصوصا مركزها”، كاشفا أن السكان يعيشون حرمانا حقيقيا من أبسط ضروريات العيش الكريم، ومذكرا بأن “الجمعيات راسلت أكثر من مرة الجهات المسؤولة محليا وإقليميا ووصفت لها حياة السكان المتردية في هذه المناطق النائية، كما طالبت بوجوب استدراك النقص الحاصل في جميع المجالات؛ إلا أن الظاهر أن جميع المراسلات يكون مصيرها سلة المهملات، ولا تحمل على محمل الجد، ولم توقظ الضمير المهني لمن صوت عليهم هؤلاء المواطنون ذات يوم وولوهم زمام أمورهم”، حسب تعبيره.

تهيئة المركز والطرق

مشكل اهتراء الطرقات واحد من بين المشاكل المطالب بحلها من قبل سكان جماعة سكورة أهل الوسط، من أجل تسهيل تنقلاتهم، سواء على أرجلهم أو على العربات.

وكشف السكان عن الحجم الكبير من المعاناة والعذاب مع طرقات لم تعرف يوما تعبيدا، لاسيما خلال فصل الشتاء، حيث تتحول إلى أوحال يعجزون معها عن استعمالها وتجبرهم على انتعال الأحذية البلاستيكية. وتبقى الجماعة القروية سكورة من بين الجماعات الأكثر تضررا من حيث غياب الطرقات المعبدة.

في هذا السياق، يشدد محمد العلوي، فاعل جمعوي، على أن المنطقة في أمس الحاجة إلى تعبيد الطرقات، فضلا عن توسيع الطريق الرئيسية التي تخترق مركز الجماعة.

ويضيف المتحدث ذاته، في تصريحه لجريدة هسبريس، أن “أهم ما يتحسر عليه سكان مركز الجماعة هو الحالة التي توجد عليها الأزقة والشوارع”، متهما المسؤولين بمختلف درجاتهم بـ”التخاذل والتقاعس عن أداء مهامهم والصمت وإهمال مطالب السكان ووضعهم المزري”، محذرا من “مغبة استغفالهم ومواصلة سياسة سد الآذان حيال مطالبهم، باعتبارهم لن يبقوا صامتين، بل سيخرجون لا محالة ذات يوم عن صمتهم”، وفق تعبيره.

ومن أجل نيل تعليق رئيس الجماعة الترابية سكورة أهل الوسط في الموضوع ذاته، حاولت هسبريس الاتصال به أكثر من مرة دون مجيب، كما زارت مكتبه يوم الأربعاء ولم تجده.

The post جماعة "سكورة" تغرق في دوامة البؤس والتهميش بالجنوب الشرقي appeared first on Hespress - هسبريس جريدة إلكترونية مغربية.



from Hespress – هسبريس جريدة إلكترونية مغربية https://ift.tt/3vG7Dz9

0 commentaires:

Enregistrer un commentaire