‪"سجالات تنظيمية حارقة تُشعل الخلافات بين قيادات حزب "العدالة والتنمية‬

مشاكل تنظيمية متداخلة يعيش على وقعها حزب العدالة والتنمية المغربي، الذي أصبح محور النقاش العمومي خلال الفترة الأخيرة، بالنظر إلى اقتراب موعد الانتخابات التشريعية التي سترهن مصير التنظيم السياسي ذي المرجعية الدينية في السنوات المقبلة.

تزامن “الهزات الداخلية” مع المحطة التشريعية تسبّب في نشوب خلافات بين قيادات “الحزب الإسلامي”، بلغت درجة التلويح بالاستقالات، نتيجة اختلاف الرؤى السياسية بشأن تدبير الأحداث الإستراتيجية الكبرى التي شهدتها البلاد، خاصة ما يتعلق باستئناف العلاقات الدبلوماسية مع إسرائيل وتقنين القنب الهندي.

وبالإضافة إلى ما سبق، يسود استياء شعبي في أوساط المواطنين البسطاء، بفعل الزيادات المتكررة في أسعار المنتجات الاستهلاكية، في مقابل جمود الأجور وتوالي سلسلة التسريحات الجماعية الناجمة عن التداعيات الاجتماعية لأزمة “كوفيد-19” بالحواضر والقرى.

وقال محمد شقير، الباحث في العلوم السياسية، إن “حزب العدالة والتنمية يعاني من ارتدادات سياسية لكونه ينهل من المرجعية الدينية، التي تصطدم بطبيعة التوجهات السياسية العامة المسطرة من طرف المؤسسة الملكية، ما يجعله مجرد وسيلة لتنفيذ تلك التوجهات العامة التي قد لا تكون مطابقة لاختياراته أو عقائده السياسية”.

وأضاف شقير، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن “مبادئ التنظيم تصطدم بالتدبير الواقعي، وهو ما لمسناه من خلال شعار ‘عفا الله عما سلف’ الذي رفعه رئيس الحكومة السابق، عبد الإله بنكيران، ما يتناقض بالتأكيد مع الشعارات المرجعية المتجسدة في محاربة الفساد والريع”.

وأوضح المحلل السياسي أن “الشعارات السياسية لحزب العدالة والتنمية لم تتطابق مع التدبير السياسي بخصوص كثير من الملفات؛ أبرزها استئناف العلاقات الدبلوماسية مع إسرائيل، لاسيما أن الاتفاقية وقعها أمينه العام الذي يشغل منصب رئيس الحكومة في آن واحد”.

وأبرز الباحث عينه: “الخطوة الإستراتيجية خلقت رجة سياسية كبيرة داخل حزب العدالة والتنمية، وصلت إلى حدّ تبادل الاتهامات والانتقادات؛ وهنا يمكن إدراج استقالتيْ مصطفى الرميد وإدريس الأزمي ضمن هذا الجدل التنظيمي، الناتج عن الاختلاف بين المرجعية والواقع التدبيري”.

وتابع المتحدث شارحا: “كل ذلك أثر على القاعدة الانتخابية للحزب المذكور، لأن المتعاطفين معه لمسوا التناقض الحاد بين التوجهات والتدابير اللاشعبية، بما فيها إصلاح صندوق التقاعد، فضلا عن ارتدادات تقنين القنب الهندي عليه. لكن مستوى التأثير مرتبط بمدى قوة الشركاء الحزبيين، نظرا لغياب حزب قوي يملك تأثيرا كبيرا على الساحة السياسية”.

The post ‪"سجالات تنظيمية حارقة تُشعل الخلافات بين قيادات حزب "العدالة والتنمية‬ appeared first on Hespress - هسبريس جريدة إلكترونية مغربية.



from Hespress – هسبريس جريدة إلكترونية مغربية https://ift.tt/2PqmRs3

0 commentaires:

Enregistrer un commentaire