في فيلم “الهواء القاتل” (Dead Air) (إنتاج أمريكي / 90 دقيقة / 2021 / نوع الرعب/ المخرج كيفن هيكس) قصة رجل يعاني من صدمة نفسية قديمة.
توقفت حياة ويليام (كيفن هيكس) في ذكرى وفاة زوجته. بعد أن تركت له ابنتين يافعتين. سعى وليام إلى العلاج بحكمة، لتجاوز حادث الصدمة في شبابه والتي شكلت له عائقا في حياته. سؤال المليون دولار ما الذي سيتذكره؟
للكشف عن هذه الذاكرة المفقودة، يتم تشجيع وليام من قبل طبيبته النفسية ليديا (كريس زافير) على تفريغ الصناديق القديمة لوالده.
في واحد من هذه الصناديق، يوجد راديو قديم، يقوم بإعداده، ويتوصل فجأة بمكالمة من الطرف الآخر إيفا (فيكي هيكس). على طول الفيلم، أصبح وليام وإيفا ودودين. يحاولان معرفة بعضهما البعض، دون الغوص في الحياة الشخصية؛ لكن تبدو إيفا بطريقة ما مرتبطة بماضي ويليام، بما في ذلك النقطة العمياء في ذاكرته.
لعبة الراديو
ينبني الفيلم على لعبة الاتصال عبر الراديو، ومن خلالها اكتشاف ماضي الشخصيات. يحاول ويليام التواصل مع امرأة لديها سر غامض خاص بها، تقود هذه العلاقة البريئة والمخادعة إلى حقائق مروعة. تحرك المرأة شيئا يائسا في نفسه، للسيطرة عليه وسحبه إلى عالم الظل والذكريات. في العوالم النفسية للفيلم، يتصارع عالمان: عالم الذكريات المثقلة بالموت والحزن وبالخداع والأكاذيب والظلام، وعالم الواقع يحاول فيه ويليام استرجاع ذاكرته والتعامل مع وفاة زوجته وابنتيه اليافعتين.
ويليام (كيفن هيكس / بطل الفيلم ومخرجه) مقتنع من قبل طبيبته النفسية بالتحدث؛ لكن سرعان ما يجد نفسه في محادثة منتظمة مع إيفا (فيكي هيكس التي كتبت قصة الفيلم)؛ وهي امرأة منغلقة على الأماكن المكشوفة، تقضي حياتها في قبو منزلها. وكلاهما يعيشان نوعا من العزلة، ويتعاملان مع الحزن الدفين؛ لكن هناك لعز لصوت موسيقى غريبة يسمعها ويليام كلما انقطع الاتصال.
تظهر طفلتا وليام فقط بدون عمق على أنهما يافعتان وتعانيان من فقدان والدتهما، دون أن يمنح لهما الدور مجالا للتحرك أكثر.
إيفا موجودة في الماضي، على وجه التحديد في سنة 1984. السؤال لماذا تتواصل إيفا وويليام؟ لماذا جعلهما راديو والد ويليام على اتصال؟ إنها فرضية قوية وواحدة تسير في بعض الاتجاهات المثيرة للاهتمام مع بعض المتواليات الفيلمية، دون أن تغير من بنية السرد في شيء.
تبدو محادثات ويليام وإيفا موجودة فقط لتغذيتنا بالمعلومات التي نحتاجها لحل اللغز. في كل مرة يجلسان فيها للتحدث تمنحنا المحادثة تلميحًا جديدًا: ما الذي يجمعهما؟ وما الذي تفعله إيفا في قبوها طوال اليوم؟. ولماذا لا يتذكر ويليام الأحداث التي وقعت حول وفاة والده؟
لا يمنحنا الفيلم الكثير لنتشبث به: هناك توسع طفيف في بناء الشخصيات، وتطورها العاطفي لا علاقة له بشكل مباشر بالمؤامرة/ اللغز أو بإحساس يذكر بهويتهما كأشخاص قبل أن يبدآ في التحدث مع بعضهما البعض.
لعبة الحوار
يتفق المخرج وكاتبة السيناريو على لعبة الحوار بأن له فعالية كبرى في مسار الفيلم، ويمنح المتفرج إدراكا بأنه لا جدوى من الشكوى ما دام الفيلم يسير بخطى بطيئة وبمزيد من الحوارات.
المسألة، في جوهرها، التسليم بقدر الكتابة. كل شيء رصاصي جدا، منظم جدا بحيث إن أكثر من سبعين في المائة من الفيلم لقطات مقربة للشخصيات التي تتحدث في الميكرفون دون أي تغيير في المشاهد أو تركيبتها لتفكيك بنية الأشياء.
يصبح الأمر مرهقًا، ومشاهدة وجهين لفترة طويلة أمر مكلف. الزمن المتبقي هو حديث ويليام مع طبيبته النفسية وتبادل الحوارات بالإيقاع نفسه. المزيد من المحادثات، المزيد من الوجوه الثنائية.
ولا تخرج الكاميرا إلى الفضاء المفتوح سوى ثلاث مرات (ويليام في المقبرة/ ويليام أمام بيت إيفا / إيفا تنظر من باب منزلها وتضع وردة حمراء). تعتمد السينما، في ماهيتها، على الجذب البصري.
لعبة المحادثة والحوار الطويل يخنق الفيلم ويصبح عائقا في خلق فيلم حيوي بحوار متكلف، بطيء ومؤلم.
البناء السردي
حبكة الفيلم ليست أكثر إبداعًا، ولا تتسم بدينامية التقلبات والتغيير المفاجئ للأحداث ومنعطفاتها؛ لكن المخرج لم يتمكن من أخذ صيغة (السفر في الزمن / لعبة الراديو) وجعلهما ممتعة عن طريق حقنها بجرعات من الدراما العائلية ممزوجة بالأبعاد النفسية ومن ماضي الشخصيات.
هذا النوع من الديناميكيات العائلية الهامشية يكون عادة مجرد عظام في أفلام الرعب عندما يتم العثور عليها داخل الفيلم. لا يحمل الفيلم أي رهانات، كما أن القصة ليست ملتوية ومليئة بالمنعطفات والمفاجآت. بهذا المعنى، يغدو الفيلم محفوفًا بالمخاطر؛ لأن هذه النوعية من الأفلام تصبح ثقيلة للغاية، وتميل إلى إغفال الحبكة الأولية وخداع الجمهور بالانتظارية أكثر من أهمية سرد قصة تتحرق ببطء كما الفيلم.
في فيلم “الهواء القاتل”، المغرم بفكرة الراديو والسفر عبر الزمن وخلق لغز الانتظار، لم يكن مقنعا كفاية… خلق تجاعيد وندوبا على المسار السردي للفيلم دون وقائع فنية وإبداعية تذكر…
في فيلم “الهواء القاتل” للمخرج الأمريكي كيفن هيكس بعد أفلام ( Paranormal Proof) و ” خلف الباب ” (Behind the Door)و (Doppel) يصل المخرج إلى فيلمه الرابع، المفتقد إلى الحيوية وإلى الفرجة السينمائية؛ وهذا هو أهم شيء مطلوب في السينما.
The post لعبة "راديو قديم" تفتح بوابة السفر عبر الزمن باستنشاق "الهواء القاتل" appeared first on Hespress - هسبريس جريدة إلكترونية مغربية.
from Hespress – هسبريس جريدة إلكترونية مغربية https://ift.tt/3sCAK4A
0 commentaires:
Enregistrer un commentaire