زمن "كورونا" يخيم على أجواء "البوناني" في المغرب

على غير العادة، يستقبل العالم السنة الميلادية الجديدة في ظروف استثنائية يطبعها التشديد في التدابير الوقائية للحد من انتشار وباء كورونا المستجد، وهو ما حد من بروز بعض مظاهر الاحتفال التي كانت ترافق هذه المناسبة التي ألفت فئة من المغاربة قضاءها مستيقظة، “تشرب” وترقص داخل ملاه وعلب ليلية.

وإذا كانت الحكومة المغربية قد اختارت خطة استباقية من خلال إقرار 3 أسابيع من الإغلاق وحظر التجوال ليلا وإغلاق الحانات و”البيسريات” قبل رأس السنة، وذلك للحد من مظاهر الفوضى والتسيب حيث يكثر الإقبال على المشروبات الكحولية، فقد لجأ العديد من الراغبين في السكر إلى اقتناء وتوفير العدة الكافية من النبيذ والجعة وغيرها من “المشروبات المسكرة” بشكل اضطراري قبل أيام من “البوناني”.

الساعة الخامسة إلا ربع، طوابير المواطنين من مختلف الشرائح الاجتماعية مرابطة أمام بوابات المحلات المخصصة لبيع “طَرْطَات” وحلويات للاحتفال بالسنة الجديدة، وأفواج أخرى تستعد لاستقبال سنة 2021 على طريقتها الخاصة؛ وذلك وسط طابور طويل بأحد المراكز التجارية المتخصصة في بيع المشروبات الكحولية على طول الطريق الدائري بمدينة تطوان.

وكشفت استعدادات المغاربة لرأس السنة الجديدة عن تناقض صارخ؛ فقد اختفت شكاوى الأزمة التي طالما ارتفعت طيلة فترة الحجر الصحي، وغصت محلات الحلويات بعشرات الزبناء الراغبين في شراء “لاطارط”، كما غدا ركوب سيارة الأجرة حلما بعيد المنال، واكتظت حافلات النقل العمومي بدورها وصار الحصول على مقعد على متنها غاية وهدفا.

الساعة تشير إلى التاسعة ليلا، في مدينة تطوان يخيل للزائر أن سكان المدينة يغطون في سبات. البرد طرد كل الآدميين من الشوارع، وحدهم رجال الأمن يؤمنون “ليلة البوناني” تنزيلا للإجراءات التي أقرتها الحكومة لضمان مرور رأس السنة في أمن وأمان.

وفي الوقت الذي كانت فيه دوريات الأمن تؤمن مخارج ومنافذ المدن والشوارع الرئيسية، كانت قنينات الجعة داخل الثلاجات تأخذ نصيبها من البرودة التي تقتضيها وتتطلبها الجلسة التي تم الإعداد لها بشكل مسبق، وبرزت موائد على منصة التواصل الاجتماعي مرفقة بما لذ وطاب من “القطعة” وفق ما تقتضي طقوس وأجواء “القعدة”.

وغصت بعض الصفحات الفيسبوكية المغربية بصور توثق لمراحل السهرة ومتمنيات الصحة والعافية، كما برزت أطباق مشكلة تفنن أصحابها في تزيين الموائد بها.

أحد المعلقين بصفحة “أبيرو مروكي” المتخصصة في نشر صور الجلسات الحميمية، قال ضمن تعليق مرفق بصورة اختار توثيقها من وسط الثلاجة لـ”كاخة من الجعة”: “ها علاش مزيان تقضى على بكري.. سونطي وبوناني للجميع”.

إسماعيل، شاب ثلاثيني، قال لهسبريس إنه اعتاد السهر مع أصدقائه خلال كل رأس سنة، كاشفا أنه على غير العادة سيضطر إلى الاحتفال هذه السنة في بيت صديقه، مشيرا إلى مباشرتهما للتحضيرات منذ أيام.

وأضاف المتحدث أنه قام بدفع الطلبية المسبقة لاقتناء حلوى رأس السنة من أحد المحلات المختصة، كما قام باقتناء “القطعة” ولوازم السهرة من مشروبات روحانية وفواكه جافة “للطابة”، مؤكدا أنه “مكاينش ما حسن من شراب الدار”، على حد قوله.

The post زمن "كورونا" يخيم على أجواء "البوناني" في المغرب appeared first on Hespress - هسبريس جريدة إلكترونية مغربية.



from Hespress – هسبريس جريدة إلكترونية مغربية https://ift.tt/2KJiLtb

0 commentaires:

Enregistrer un commentaire