بحث التوزاني يقارب إشكالات العلاقات الدولية

صدر للباحث المغربي حكيم التوزاني، أستاذ القانون الدولي العام بجامعة ابن زهر بأكادير، كتاب جديد بعنوان “تطور مرتكزات علم العلاقات الدولية بين تحديد الإطارات المفاهيمية وتعدد الفواعل الدولية وضبط التفاعلات الدينامية”، يحاول من خلاله تحديد مرتكزات علم العلاقات الدولية وفق نظرياته التأطيرية، لرصد ديناميات الحقل الدولي كنتيجة لتداخل مصالح الفواعل المتخطية للحدود القومية.

يطرح الكتاب مجموعة من التساؤلات التي يجيب عنها في متنه، من قبيل: “ما هو المدلول المفاهيمي الذي من الممكن أن يرتبط بمصطلح العلاقات الدولية؟ ما هي الإشكالات التي تطرحها العلاقات الدولية كحقل معرفي أكاديمي؟ هل هناك من حاضن نظري للديناميات العابرة للحدود، وكيف يمكن استخدام مقتضياته لتفسير التفاعلات الدولية واستشراف مستقبلها؟ ما هي الفواعل الدولية التي من الممكن أن تلعب دورا في الحقل الدولي؟ وهل للزمكانية دور في تغيير هذه الشخوص الدولية، أو بالأحرى إعادة ترتيب أدوارها؟

تبعا للأسئلة المتفرعة عن الإشكالية، فقد حاول المؤلَّف الجديد رصد مختلف التفاعلات الدولية مع إبراز تمفصلات انتقالها من الظاهرة إلى العلم، وكيفية تحولها من الفاعل الأوحد إلى تعدد شخوصها، ومن القوة إلى العلاقات المتبادلة، ومن المواضيع “الستاتيكية” المندرجة ضمن الحرب والسلم إلى مواضيع ديناميكية يصعب تتبع حركيتها المستمرة.

هذه العناصر تم تفكيكها وإعادة تركيبها وفق تقسيم ثنائي لما يمتاز به من فعالية في الحفاظ على وحدة الموضوع وتماسكه، حسَب الكتاب، بدأ باقتفاء الكرونولوجية التاريخية لتطور العلاقات الدولية، ثم الوقوف على جوانبها العلمية اعتمادا على أهم التنظيرات العلمية المواكبة “لاستقلالية” هذا الحقل المعرفي (القسم الأول)، ثم الكشف عن أهم الفواعل الأساسية في حقل العلاقات الدولية، لرصد أبرز المبادئ الضابطة لهذا العلم، في أفق التفاعل مع هذه المبادئ بمقتضى مواضيع آنية في الحقل الدولي (القسم الثاني).

وقد زاوج الإصدار بين المقتضيات البيداغوجية والتطلعات الاستشرافية للحقل الدولي، من خلال الاعتماد على تحليل مواضيع جديدة وفق إطارات تنظيرية قديمة، من قبيل مواضيع اللجوء البيئي، والأمن الصحي على ضوء مخرجات جائحة كوفيد-19.

ومما جاء في غلاف الكتاب: “في إطار محاكاة القارئ لصورة العلاقات الدولية، كان لزاما علينا تمثيل حقل العلاقات الدولية كملعب كرة قدم، بحيث إن هذا الملعب لن يستقيم إلا بوجود لاعبين، ومدرب، وحكم، وجمهور، ومحللين رياضيين، وآراء يقدمها خبراء بغرض تحسين أداء اللاعبين؛ ذلك أن صورة اللاعبين تنعكس بشكل مباشر وتتفاعل مع فواعل العلاقات الدولية، من قبيل المنظمات الدولية، والشركات متعددة الجنسيات، وحركات التحرر”.

وتابع المصدر عينه: “أما المدرب، فيمكن تصوره متمثلا في منظمة الأمم المتحدة التي من المفترض فيها إعطاء تعليمات للاعبين على أرض الملعب، وإذا كان اللاعبون قد لا يلتزمون بتعليمات المدرب وتوجيهاته التي ترتبط بوضعيتهم على أرضية الملعب، فإن من ناحية ثانية قد يكون الأمر نفسه بالنسبة للاعبين الدوليين الذين قد لا يلتزمون بتعليمات الأمم المتحدة”.

واسترسل الباحث قائلا: “إن مثل هذا التصور يقودنا إلى اعتبار الحكم ممثلا في القانون الدولي العام الذي ينظم قواعد اللعبة ويضبطها، في حين يتقمص المحللون الدوليون دور المحللين الرياضيين، وذلك من خلال تحليل سلوك الفاعلين في حقل العلاقات الدولية قصد التنبؤ بمستقبل العالم، من قبيل تحليلات: “نهاية التاريخ” لفرانسيس فوكوياما، و”صدام الحضارات” لصامويل هانتغتون”.

وأردف قائلا: “ولتحسين أداء اللاعبين يكون هناك منظرون يجتهدون في تقديم نظريات توقعية لمستقبل أداء المنتخبات الكروية، وهو ما نجد له مثيلا يشاكله في حقل العلاقات الدولية تحت مسمى النظريات الدولية، التي ترمي إلى تحسين العلاقات الدولية، وتطويرها، مثل نظريات الحكومة العالمية، والسلام الديمقراطي”.

ومضى الأستاذ الجامعي شارحا: “ويبقى من نافلة القول إن الجمهور يتجسد في الرأي العام، أي شعوب العالم، فكما أن جمهور كرة القدم لا يملك من فاعليته سوى التشجيع أو النقد أو هما معا، كذلك الأمر بالنسبة للشعوب التي لا تملك من أمرها سوى تأييد اللاعبين الدوليين، أو نقدهم، لكنها لا تستطيع أن تدخل إلى الملعب الدولي وتغير من الأمر شيئا”.

The post بحث التوزاني يقارب إشكالات العلاقات الدولية appeared first on Hespress - هسبريس جريدة إلكترونية مغربية.



from Hespress – هسبريس جريدة إلكترونية مغربية https://ift.tt/381kdzS

0 commentaires:

Enregistrer un commentaire